لتكون كاتب قصصي جيد

هناك مبادئ أساسية وهامة تجعل من كتابتك فعالة ومؤثرة وناجحة، قد تسأل نفسك ما سر نجاح هذا الكاتب وفشل ذاك، حتماً هناك نقاط جوهرية وهامة هي التي تجعل للكلمة نشاطاً خلاباً في روح القارئ.
اتبع معي هذه الأساسيات:
- كن متحمساً للفكرة لأن الحماس سينتقل إلى القارئ، فلا تكتب وقلمك خامل وإحساسك فاتر حينذاك ستفتعل السبل للاقناع، فإذا بك تنفر القارئ من أول سطر.
- اجعل هدفك نصب عينيك.
اسأل نفسك لماذا أكتب في هذا الموضوع وأياً كان نوعه إن الهدف يرتب أفكارك ويوجه مسارك بشكل منطقي.
- كن مؤمناً بالفكرة، لا تكتب في موضوع أو قضية غير مقتنع بها، فكرتك المهزوزة لن تصل إلا إلى عيني القارئ فقط.
- ركز على الفكرة لا على تنميق الأسلوب وتوصيف الأحداث، لأن التركيز على الفكرة سيجعل الكلمات تخرج بطبيعتها وتنهمر على الورق بلا تكلف ولا تصنع.
- جمع أفكارك ورتبها مسبقاً، ابحث في خلفيتك عن التجارب الهامد التي علمتك شيئاً عن الحياة وجمع خواطرك وأفكارك، وقناعاتك التي استقيتها من هذه التجارب، يقول الدكتور (تشارلز رينولد براون).
(فكر ملياً في موضوعك حتى يصبح سلساً وقابلاً للتوسع، ثم دون كل هذه الأفكار على الورق، مجرد كلمات قليلة تكفي لتثبيت فكرة).
- تخيل وأنت تكتب أنك تتحدث إلى الناس وتستشعر ردود أفعالهم بكل بساطة وأريحية وقناعة، فالأسلوب المعقد الغامض يشوه الفكرة حتى وإن كانت جيدة.
- التزم بحدود الموضوع والمنطقة أو المحور الذي تريد تغطيته فلا تخلط الأفكار ببعضها وتتوسع بشكل تضيع معه بنيان المقال، بل ركز على الفكرة الجوهرية.
- اجمع معلومات كرصيد ومخزون تأخذ منه الحقائق التي تدعم موضوعك وإليك تجربة كاتب اسمه (جون جوتثر) مؤلف كتاب (من الداخل) وهو من أكثر الكتب مبيعاً في العالم، يتحدث عن طريقة إعداده لتأليف كتاب، في السابق كان (جون جونثر) يعمل بكتابة سلسلة من المقالات عن مستشفيات الأمراض العقلية، زار هذه المؤسسات، وتحدث مع المشرفين والمرافقين والمرضى وكان يرافقه أحد أصدقائه لمساعدته في البحث، ساروا أميالاً صعوداً وهبوطاً وبطول الممرات ون مبنى إلى آخر ويوماً بعد يوم ملأ السيد جونثر كراسات بالمعلومات، وعندما عاد إلى مكتبه قام بترصيص التقارير الحكومية والرسمية وتقارير المستشفيات الخاصة ورزم من إحصائيات اللجان، وفي النهاية كتب أربع مقالات قصيرة تتسم بالبساطة وتحتوي على القصص لدرجة تجعلها تصلح مادة جيدة لحديث يلقى.
إنه أشبه بالباحث عن الذهب في تربة غنية بالمعادن فلا يمكنه إغفال شيء منها!
- استخدم عقلك الباطن في ترسيخ الفكرة، لأنه سيساعدك ويلهمك في أفكار جديدة، طالما أنت قد زرعت فيه البذرة، فعن تجربتي الخاصة في كتابة المقالات تبقى الفكرة مرزوعة في علقي الباطن تصحو وتنام معي، أستيقظ وإذا بسيل هادر مختزن في عقلي الباطن يوجهني لأكتب بسلالسة وبعد أن تكون الفكرة قد اختمرت تماماً.
- كلما تنزل الميدان وتعيش الواقع كلما كان نتاجك حيوياً فعالاً، فالكاتب العالمي نجيب محفوظ عرف عنه تعايشه للشارع المصري والحارة والزقاق والأحياء الشعبية، فكتب معبراً عن الشخصية المصرية والبيئة الشعبية بمنتهى الشفافية، وهذا سر تفوقه في ثلاثيته الشهيرة التي حازت على جائزة نوبل. (بين القصرين – السكرية – زقاق المدق).
- ابدأ كتاب مقالتك بقصة أو حادثة، فالناس تحب القصص وتستثيرها الحكايات.. فليكون في بعض الأحيان مدخل مقالتك بقصة.
إذ قال أحد الصحافيين بجريدة (كوار نزلي جورنال أف سببينش) (إن المثال الصادق هو أفضل الطرق لتوضيح الفكرة وجعلها شيقة ومقنعة وعادة ما استخدم العديد من الأمثلة لتدعيم كل نقطة رئيسية).
- اكتب في المواضيع التي تثير اهتمام الناس وتشد انتباههم، فكل ما يتعلق بمشاكلهم المعيشية وقضاياهم الاجتماعية تستهويهم، سئل (ريتشارد واشبير تشايد)- سفير أميركا الأسبق في إيطاليا ذات مرة عن سر نجاحه ككاتب شيق، أجاب قائلاً (إن الحياة تثيرني بشدة لدرجة أنني لا أستطيع البقاء ساكناً، وأضطر إلى إخبار الناس بذلك).
- وعندما سئل ملك الصحافة البريطانية اللورد نورث كليف عما يثير اهتمام الناس، أجاب قائلاً: أنفسهم وعلى هذا الأساس بنى امبراطورية صحافية.
- حاول أن تستخدم العبارات العاطفية الجاذبة للقارئ، فالأسلوب الجاف البعيد عن بعض المصطلحات الحميمية تبعد المسافة بين المكاتب والقارئ.
- دائماً اكتب بصيغة (نحن) حينما تنتقد وضعاً سلبياً إن اعتبارك واحدا من المجتمع يجعلك قريباً منهم في حين مخاطبتهم بأنتم واستثناء نسك يضفي عليك وضعاً مستعلياً منفراً للقارئ.
- يقول (هنري ودانالي توماس) في كتابهما السير الحية للزعماء الدينيين متحدثين عن أحدهم:
- (إنه لم يحاول أبداً إبهار الناس بمعرفته التي لا يشاركه فيها أحد غيره، بل حاول تنويرهم بتعاطفه الذي شمل الجميع).
- سحر المقال وفنه ترتكز على عبارته الأولى التي تستهل بها موضوعك، وإليك بعض الجمل الافتتاحية التي تشد القارئ.
(بينما كنت أسير في مبنى الوزارة...)
(في عام 2005 تحول البلد إلى كابوس)
(كنت جالساً في مكتبي وإذا بأحد الأصدقاء..)
الفكرة الجيدة أن تكتب الغرض كما تكتب البرقية، محاولا اختزال عدد الكلمات، وجعل لغتك واضحة وصريحة بقدر المستطاع.
- والأهم من كل هذا أن تركز على النوعية لا الكمية قد تكتب في الشهر مقالة ناجحة أفضل من مقالات أسبوعية متسرعة لا تفي بالغرض.
- وأخيرا (القراءة) أن تكون قراءاتنا أضعاف ما نكتب، فمخزوننا الفكري نستمده من تجارب الآخرين والمفكرين ومؤلفاتهم وكتبهم، ونحن من نستخلص ونضيف عليها من تجاربنا.
أتمنى من كل قلبي أن يستفيد كتابنا الموهوبين من هذه النقاط لتساعدهم في مسيرتهم الإبداعية.
..........