"أنا لا أستطيع ولا يستطيع غيري التحدث في شخصية أمير المؤمنين عليه السلام. نحن لا نتمكن من إدراك الجوانب المختلفة من هذا الإنسان العظيم. إنه الإنسان الكامل ومظهر جميع أسماء الله وصفاته وبالتالي فان أبعاده وجوانب شخصيته تكون ألفاً حسب أسماء الله تعالى ونحن لا نستطيع أن نوضح واحدا منها. هذا الإنسان الذي يجمع في نفسه الأضداد، لا يتمكن أحد من التحدث حوله. لذا أرى من الأفضل أن أصمت وأسكت …
كلما قيل أو كتب في شخصية أمير المؤمنين لم يف بحقه أبدا أي أن هذه المعجزة الإلهية ما زالت غامضة على الجميع. جميع الطوائف الإسلامية وبالأحرى الشيعة، ينسبونه إلى أنفسهم. العرفاء والحكماء والفقهاء والفلاسفة وحتى المتصوفة والدراويش والذين لا يعتقدون بالإسلام، كلهم يستشهدون بكلامه وأقواله. عندما كنت مقيما في العراق، الحزب العفلقي (البعث) الذي لا يعتقد أساسا بالإسلام، بل إنه ضد الدين والإسلام، حتى هذا الحزب كان يستشهد بأقواله ويكتبها على جدران الشوارع……
وعلى كل حال فان هذا اللغز لم يحل ولن يحل. هذا الموجود، معجزة إلهية لا يستطيع أحد الوصول إلى حقيقته بل الجميع يتكلمون حسب فهمهم ومقدار إدراكهم والإمام علي عليه السلام غير ما يتصورونه ويتوهمونه أي أننا لا نستطيع أبدا أن نمدحه بما هو هو. ولهذا فالكل يأخذ بضعة من صفاته المتضادة ويخيل إليه أنه قد عرف أمير المؤمنين عليه السلام… إذ ذاك فالأفضل علينا غض الطرف عن التحدث حوله بل نأمل أن نسير في مسير هدايته ونصل إلى بعض هذا الصراط."